وقاد البحث مع المهندس المعتقل، إلى أطباء بمولاي يوسف بالرباط ومستشفى للأمراض العقلية والنفسية وطبيبة بوزارة الصحة وصيادلة بحي المحيط، الذين فتح بحث معهم، بعدما تضمنت شهادات طبية محجوزة توقيعهم عليها، وباعتهم صيدليات مختلف الأنواع من الأقراص المهلوسة، استغلها أفراد شبكة في الاتجار بالمواد المخدرة، ما سهل عليهم جني أرباح مالية.
واستدعى المحققون طبيبة بمستشفى مولاي يوسف بحي العكاري بالرباط، وطبيبا للأمراض العقلية والنفسية، واستمعوا إلى أقوالهما في محاضر رسمية، وأفادا أن المهندس تردد عليهما بسبب مرضه النفسي، لكنهما تجاهلا أسماء المرضى الوهميين الذين ضمن الموقوف أسماءهم باستعمال “السكانير” قصد اقتناء الأقراص المخدرة من الصيدليات. كما تعذر الاستماع إلى موظفة موقعة على شهادة لوزارة الصحة، إذ لم يتضح اسمها الكامل، كما استمعوا إلى صيادلة بحي المحيط، أكدوا أنهم منحوا الأقراص، استنادا إلى وصفات الأطباء ولم يكونوا على علم بزوريتها.
وأظهر التحقيق مع المهندس أنه حاصل على شهادة الماستر من جامعة الحسن الثاني بالبيضاء في نظم المعلوميات، كما يتوفر على شهادات علمية عليا من المعهد الوطني للطبوغرافية، وكلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير، ويحضر حاليا لشهادة دكتوراه.
وتفجرت الفضيحة حينما ارتكب المتهم حادثة سير بسيارة والده بمدارة شاطئ الوداية بالرباط، ولاحقته الشرطة، بعد نشر برقيات عبر مختلف السدود، ليتم إيقافه بمحيط الحي الجامعي مولاي إسماعيل، فعثرت بحوزته على شهادات طبية تتضمن أسماء أطباء، وبعدها أمرت النيابة العامة بالانتقال إلى منزله، وحجزت فرقة التدخل حاسوبا وآلة طابعة تستخدم في طبع الشهادات الطبية وماسح ضوئي “سكانير” لاستعماله في تزوير الشهادات.
وتحمل التوقيعات أسماء أطباء اختصاصيين بمستشفى مولاي يوسف وعيادة للأمراض العقلية والنفسية، وشهادات طبية تابعة لوزارة الصحة بها دفتر الشهادات الطبية الفارغة، كما حجز المحققون بطائق للسحب الأوتوماتيكي وأقراصا صلبة خاصة بالحاسوب وعلب أقراص من أنواع مختلفة.
وأثناء التحقيق مع المهندس أقر أنه أصيب بمرض نفسي، بعدما حصل على دبلومات عالية من مؤسسات عليا للتكوين بالمغرب وفرنسا، وأنه بات يتردد على طبيب نفساني بحي حسان وطبيبة بمستشفى مولاي يوسف، وبعدها دخل إلى عالم الجريمة، وبات يستنسخ شهادات طبية ويستعمل الماسح الضوئي “سكانير”، في تضمين أسماء أشخاص، منح لهم الطبيب وصفات طبية تتضمن أقراصا مخدرة مختلفة، وهو ما سهل عليه جني أرباح مالية مهمة، واستعان بتاجر مخدرات له سابقة في الميدان. كما استعان بفتاة في مقتبل العمر، بعدما قدم لها نفسه أنه طبيب، وبات يمنحها الوصفات وتتوجه إلى صيدليات بحي المحيط بالرباط، وتقتني الأقراص، ليقوم وشريكه بإعادة الاتجار فيها.
عبد الحليم لعريبي