Bitcoin roulette

القائمة الرئيسية

الصفحات

عندما زار الملك محمد الخامس بن يوسف طيب الله ثراه مخيم اليرموك


عندما زار الملك محمد الخامس بن يوسف طيب الله ثراه مخيم اليرموك

عندما زار الملك محمد الخامس بن يوسف طيب الله ثراه مخيم اليرموك


الداكرة الوطنية

ROYALISTE FIDEL 


التفاصيل 

هناك في مخيم اليرموك وفي شارع فلسطين ومقابل سوق الخضار، يقع مستوصف كبير تديره الأونروا منذ خمسين عاماً، ويحمل اسم الملك الراحل محمد الخامس يعرفه القاصي والدَّاني من سكان المخيم، حتى صار علماً من معالم المخيم، وقد أُطلق اسم «الخامس» على أي مستوصف تديره الأونروا في مخيم اليرموك على المستوى الشعبي!!
كان هذا هو المستوصف الأول في مخيم اليرموك، ويرجع تاريخه إلى خمسين عاماً، وبالضبط إلى كانون الثاني من عام 1960م، حين قام العاهل المغربي الملك محمد الخامس بزيارة للجمهورية العربية المتحدة «مصر وسورية»، وبعد أن استقبله الرئيس المصري جمال عبد الناصر في القاهرة، قام الملك بزيارة دمشق، واستقبله المشير عبد الحكيم عامر، وأجرى الملك والوفد المرافق عدة زيارات كان من بينها زيارة لمخيم اليرموك.
ويقول الدكتور عبد الكريم كريم أحد مرافقي الملك عن هذه الزيارة:

«زرنا مخيم اليرموك الذي يقيم فيه إثنا عشر ألفاً من إخواننا اللاجئين الفلسطينيين، فكانت زيارة مؤثرة سالت فيها العبرات وأصعدت الزّفرات أسىً وحزناً على حُرات مُخدرات وصبايا منعمَات وعجائز وشيوخ وأطفال طردُوا من وطنهم ظلماً وعدواناً. وصباح 19 يناير غادرنا دمشق الفيحاء إلى الرياض…». أما أهالي مخيم اليرموك، فكان لهذه الزيارة في نفوسهم وقع خاص، ربما لأنَّ الملك هو أرفع شخصية تزور المخيم وتمد لهم يد العون ببناء مستوصف يعالج المرضى من اللاجئين.

سألت حضرة الوالد الحاج محمود الصمادي «أبو سميح» عما تختزنه ذاكرته عن هذه الزيارة، فقال: «علمنا من أعيان المخيم أن الملك سيزور المخيم ليضع الحجر الأساس لمستوصف يعالج المرضى من سكان المخيم، ففرحنا فرحاً شديداً وقامت لجنة من شباب المخيم بنصب الزينة والأعلام وأغصان الأشجار في الشوارع التي سيمر فيها موكب الملك، وأحب القائمون أن يمدوا سجاداً في شارع فلسطين تكريماً للملك وتغطية للتراب والأحجار، إذ لم يكن الشارع قد رصف بعد، وكانت الإمكانيات ضعيفة، فنادى منادٍ في المخيم يحثّ من يمتلك سجادة مستعملة أو بساطاً بالياً أن يمده في الشارع الذي سيمر فيه الموكب، وانتشر سكان المخيم يسوون الطريق، ويفرشونه بالسجاد والبسط منذ فجر يوم الزيارة. وامتدت البطانيات الداكنة – التي كان يتسلمها الناس من الأونروا – عشرات الأمتار، وأما السجاد – على قلته – فكانت ألوانه مختلفة تعبر عن بساطة اللاجئين. وأذكر أنني كنت أملك سجادتين ـ أحضرتهما عند قدومي من فريضة الحج عام 1958، فقام شباب اللجنة بوضعهما قرب منصة الملك.

ويضيف السيد سميح خليل قائلاً: كنت صغيراً لم أبلغ الثانية عشرة من عمري، ورأيت الملك يترجل من السيارة ويمشي على السجاد المتواضع في شارع فلسطين، حتى وقف في المكان المخصص للاحتفال المقام في أرض فضاء خالية من البناء. يومها، احتشد الألوف من أبناء الشعب الفلسطيني يحيون الملك ويثمنون مبادرته الكريمة، وبعد انتهاء الاحتفال وضع الملك حجر الأساس للمستوصف الذي حمل اسمه.

ويذكر أبو إياد الطيب قصة حدثت في ذلك اليوم، حيث أحب الملك بعد الاحتفال أن يزور بيتاً من بيوت اللاجئين الفلسطينيين، المقامة تجاه الأرض التي أقيم عليها الاحتفال، فدخل بيتاً، ومن حسن حظنا أنه كان بيتنا، فاستقبله والدي المرحوم أبو محمود «علي الطيب» خير استقبال، وفوجئ الملك حين رأى جدتي تلبس الزي المغربي، وبدت عليه علامات التعجب عندما رحبت به جدتي باللهجة المغربية قائلة «باهي باهي، طيب الله خاطر سيدي جلالة الملك»، فاحتار الملك، أهذه العائلة مغربية أم فلسطينية؟ وكم دهش عندما علم أن هذه العائلة هاجرت من بلاد المغرب من أجل الجهادفي سبيل الله وذلك في منتصف القرن الثامن عشر واستقر بعضها في دمشق والبعض هاجر إلى فلسطين، واستقرت العائلة في قرية كفرسبت في قضاء طبرية وأصبحت من اللاجئين بعد النكبة!!

ويضيف عبد الوهاب الطيب «أبو إياد» قائلاً: أخذ الملك يتبادل أطراف الحديث مع أبي وجدتي وأعمامي، ومع عدد من الجيران الذين ملأوا بيتنا. وأذكر جيداً أنَّ يدي الملك كانتا ملوثتين بالغبار والطين بسبب وضع الحجر الأساس، فطلب أن يغسل يديه ولم يكن عندنا حنفيات آنذاك، فأحضر عمي أبو عدنان إبريق الوضوء وصبَّ الماء على يديه، وسرعان ما استلفنا من جيراننا قطعة من الصابون كانت الأونروا قد وزعتها على اللاجئين مع الدقيق والزيت، في ما كان يعرف بالإعاشة.

بعد أن اطلع الملك والوفد المرافق له على أحوال اللاجئين الفلسطينيين، وعد بالعمل على تحسين أوضاعهم، في الوقت الذي قدَّر فيه سكان المخيم هذه الزيارة.

قبل خمسين عاماً كانت هذه الزيارة، وظلت في ذاكرة المخيم وأهله، لأنها نفعت آلاف اللاجئين، ونرجو أن تظل كذلك حتى العودة المرتقبة بإذن الله.

خليل الصمادي/ دمشق ـ عن مجلة العودة الفلسطينية عدد 46 يوليوز 2011

تعليقات