قبل حصول المغرب على "سكوربين".. إسبانيا تطلق غواصات S80 المتطورة للسيطرة على مضيق جبل طارق

قبل حصول المغرب على "سكوربين".. إسبانيا تطلق غواصات S80 المتطورة للسيطرة على مضيق جبل طارق

لم يعد سباق التسلح البحري في غرب المتوسط خافيا على أحد، إلا أن الصراع في الأشهر الأخيرة احتدم بحدة أكبر حول الغواصات، ففي الوقت الذي حسم المغرب اختياره بالتعاقد مع مجموعة "نافال" الفرنسية لتصنيع غواصة "سكوربين" لفائدة البحرية الملكية، كانت إسبانيا تضع اللمسات الأولى على إطلاق مشروع ضخم يتمثل في تصنيع سرب من غواصات S80 الأكثر تطورا من بين الغواصات غير النووية.

وأعلنت وزارة الدفاع الإسبانية عن مخطط لنشر 4 غواصات قتالية تقليدية توصف بأنها "الأكثر تقدما في العالم"، إذ جرى تحديد يوم 22 أبريل 2021 للكشف عن أولاها بحضور العاهل الإسباني فيليبي السادس، ويتعلق الأمر بـ"S81 – إيساك بيرال" التي يجري بناؤها بحوض السفن التابع لمؤسسة "نافانتيا" الحكومية في قرطاجنة بإقليم مورسيا، وذلك بالرغم من أن دخولها الخدمة لن يتم إلى في 2023.

لكن الطموح الإسباني لفرض رقابة مدريد على مضيق حبل طارق، وفق ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، لا يقف عند هذا الحد، فوزارة الدفاع حددت إيقاع نشر الغواصات الثلاث الأخرى بواقع واحدة كل سنتين، ويتعلق الأمر تواليا بغواصات "S82 – نارثيو مونتوريول" و"S83 – كوسمي غارثيا" و"S84 – ماتيو غارثيا"، وهو المشروع الذي سيكلف خزينة الدولة إجمالا استثمارا بقيمة 4 مليارات يورو.

وستتوفر إسبانيا بفضل هذا المشروع على سرب من الغواصات القادرة على التخفي والتي تعمل باستقلالية كبيرة تحت الماء لمدة تصل إلى 21 يوما، علما أن هذه الآليات البحرية تتوفر أيضا على منظومة أسلحة متطورة قادرة على إطلاق صواريخ من نوع "توماهوك" ذات التوجيه الدقيق، وبإمكانها استهداف مواقع على اليابسة وتركيب ألغام ذكية في قاع البحر.

وترغب إسبانيا من خلال هذا الطراز في الاستحواذ على صدارة مصنعي الغواصات التقليدية التي تنافسها فيها روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وكوريا الجنوبية، إذ لا تخفي وزيرة الدفاع، مارغاريتا روبليس، استهداف مدريد لأسواق الأسلحة في العديد من دول العالم من خلال تصنيع نسخ مستقبلية منها، علما أن "نافاتيا" دخلت بالفعل مناقصة في الهند من أجل تصنيع 6 غواصات بقيمة 7 مليارات أورو.

يشار إلى أن إعلان إسبانيا عن موعد إطلاق أولى غواصات S80 يأتي بعد أيام من المناورات البحرية والجوية الضخمة المسماة "مصافحة البرق" التي أجرتها القوات الأمريكية والمغربية في السواحل الأطلسية الجنوبية للمملكة غير بعيد عن جزر الكناري، والتي اتضح أن مدريد لم تكن على علم بها.