بوريطة يهدد اسبانيا و يتساءل: لماذا غض الطرف عن فظائع غالي؟ و أين هي عدالتكم؟ و هل اسبانيا مستعدة للتضحية بعلاقتها مع المغرب من أجل مغتصب متهم بجرائم والإبادة الجماعية؟
يبدو أن المغرب لن يتراجع على الضغط الذي يمارسه على جارته الشمالية إسبانيا، منذ استقبالها لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي بهوية مزيفة وجواز سفر مزور، بتنسيق مع الجزائر.
وفي هذا السياق، هدد وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة ناصر بوريطة مدريد عندما تساءل بلغة صريحة وبنبرة صارمة، عن ما إذا كانت إسبانيا مستعدة للتضحية بعلاقاتها مع المغرب من أجل زعيم البوليساريو إبراهيم غالي.
و شدد بوريطة في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، على أن المغرب لم يتلق حتى الآن الإجابات عن الأسئلة التي طرحها الأسبوع الماضي، في بيان حول إدخال إبراهيم غالي إلى مستشفى إسباني وهو ما بررته وزارة الخارجية الإسبانية “لأسباب إنسانية”.
وطرح بوريطة تساؤلات عديدة من قبيل “لماذا رأت إسبانيا عدم إخطار المغرب بالأمر، و لماذا فضلت السلطات الإسبانية التنسيق مع خصوم المغرب؟ وهل من الطبيعي أن نعلم بالخبر عن طريق الصحافة؟”.
واعتبر المسؤول الحكومي، أن هذه الحلقة من العلاقات المغربية الاسبانية “هي اختبار حقيقي لمصداقية وصدق العلاقة” بين المغرب وإسبانيا. وهل هي أكثر من مجرد شعارات؟؟
وذكر بوريطة عندما واجهت اسبانيا النزعة الانفاصالية (الكاتالونية) كان المغرب واضحا للغاية و على أعلى مستوى، رفض أي اتصال و تفاعل معهم وتم إبلاغ شركائنا الاسبان، مؤكدا أن الرباط رفضت استقبال قادة استقلال إقليم كتالونيا، في إشارة إلى رفض المغرب طلب زيارة كان قد قدمه رئيس كاتالونيا الأسبق، كارليس بويغديمون سنة 2017، مشددا على أن المغرب طالما دعم وحدة أراضي إسبانيا في مواجهة حركة الاستقلال الكاتالونية، ورفض عملية استقلال الإقليم أحادية الجانب، وأعرب غير ما مرة عن تمسكه بسيادة إسبانيا ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها.
واعتبر الوزير أن قضية غالي تعكس الوجه المزدوج لجبهة البوليساريو في الوقت الذي يحق لقادتها التنقل على متن طائرة خاصة و هوية جديدة (الجنسية الجزائرية) التي أدخل بها المستشفى في لوغرونيو لا يملك المحتجزون في تندوف حتى الكمامات أو المطهرات الكحولية.
و استغرب الوزير بوريطة غض اسبانيا الطرف عن فظائع غالي الذي وصفه بوريطة ب”المغتصب” تسامح مع العبودية و التعذيب و جرائم حرب و تجنيد الأطفال و الإبادة الجماعية و اسبانيا على علم بهذا أكثر من أي شخص آخر، متسائلا: أين هي العدالة الاسبانية “ديالكم” ولم يقم قاض واحد باتخاذ قرار في الشكايات المقدمة ضد غالي في إشارة إلى شكايات الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية كناريا لضحايا الإرهاب و هنا تساءل بوريطة، هل تريد اسبانيا التضحية بعلاقتها من أجل هذا الشخص؟؟
وفيما يتعلق بالمسؤولية التاريخية لاسبانيا في الصحراء كقوة استعمارية سابقة، فإن بوريطة يعتبرها ذريعة لم تعد قائمة الآن، بحجة أن اسبانيا استعمرت أيضا أراض مثل سيدي إفني أو الحماية الاسبانية على شمال المغرب و أكد على أنه لا يمكننا أن نظل سجناء الماضي الاسباني.
تعليقات
إرسال تعليق