البيعة في المغرب الأصل الديني بالكتاب والسنة
مجلة دعوة الحق أسسها المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه
أخذت البيعة أهميتها الدينية من تعظيم الإسلام لها حيث ذكرت في عدة آيات قرآنية للتأكيد على أهميتها وأهمية العهد الذي تتضمنه. ومن هذه الآيات:
(إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه فسنوتيه أجرا عظيما).
وفي آية أخرى:
( لقد رضي الله على المومنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها، وكان الله عزيزا حكيما).
وفي الحديث النبوي حث على أهمية أخذ البيعة لولي الأمر عند المسلمين، واعتبار هذا الأمر جزءا من تمام إسلام المسلمين:
"من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية".
"من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية".
هذا الاهتمام الديني بالبيعة في القرآن والحديث جعل الإجماع عليها من أصول مشروعيتها إتباعا للآية القرآنية:( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة).
إن البحث في البيعة عند الفقهاء ارتبط بمعالجتهم لاختيار صاحب الأمر عند المسلمين. وهكذا تطرقوا إليها عند الحديث عن الخلافة، أو عن الإمامة أو السلطان، وهذه الألقاب رغم الاختلافات الموجودة بينهما، فهي تجتمع في أنها تدل على صاحب الأمر الأول في أي مجتمع إسلامي. والماوردي في الأحكام السلطانية، يعطي صورة عن رأي الفقهاء، ويمكن إجمال النقط التي تطرق إليها كالتالي:
- ثبوت وجوب الإمامة عقلاً وشرعاً.
- بيان مجموع الشروط التي يجب أن توفرها فيمن يختار لتولية الأمر.
- بيان الشروط التي يجب توفرها في من سيختار ( أهل الحل والعقد).
- بيان ما يلزم الإمام من الأمور وما يلزم الرعية.
- بيان ما يستدعي خروج الإمامة عن صاحبها (الخلع).
ومن خلال هذه النقط يتجلى لنا أن عقد البيعة مرتبط بأمور متعددة من الوجهة الفقهية، تهم شخص المبايع له، والفئات المبايعة، وشروط العقد وما يبطل هذا العقد ويمكن تلخيص ذلك كالتالي:
تعليقات
إرسال تعليق