Bitcoin roulette

القائمة الرئيسية

الصفحات

تأسيس جلالة الملك أمير المؤمنين الحسن الثاني لمديرية عامة للدراسات والمستندات - المخابرات الخارجية للمملكة المغربية -

 تأسيس جلالة الملك أمير المؤمنين الحسن الثاني لمديرية عامة للدراسات والمستندات - المخابرات الخارجية للمملكة المغربية -




التاريخ العسكري الملكي المغربي المعاصر 
يسعدني ويشرفني اليوم كتابة هذا الموضوع العسكري بمناسبة الذكرى 64 الغالية لتأسيس القوات المسلحة الملكية المغربية .
في إطار إستكمال بناء الدولة المغربية قام صاحب الجلالة الملك أمير المؤمنين الحسن الثاني رحمة الله عليه القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية بتأسيس العديد من المؤسسات العمومية الوطنية العسكرية والمدينة ، والإدارات العمومية للمملكة المغربية، وذلك من أجل تقوية الدولة في الداخل والخارج ، وكذلك لمسايرات التطورات الدولية خصوصا في السياسة الخارجية والدفاع الوطني.
 
ومن هذا المنطق قرر جلالة الملك أمير المؤمنين الحسن الثاني رحمة الله عليه القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية تأسيس المخابرات العسكرية الخارجية للمملكة المغربية، وأطلق عليها إسم " المديرية العامة للدراسات والمستندات " وجعلها جلالته تابعة " رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية " ، والهدف من تأسيس هذه المديرية العامة هو الدفاع عن الأمن الخارجي للمملكة المغربية، وتحصين المملكة المغربية من الأعداء سواء في الداخل أو الخارج، وجعلها جلالته تابعة للقوات المسلحة الملكية حتى تكون هي محصنة من إختراق الأعداء ، ولتكون لها أطر مؤهلة لهذه المسؤولية الوطنية سواء من العسكريين أو المدنيين ، رجالا ونساء  ... وكذلك أن تكون تتوفر على الموارد المالية والمادية الضرورية لهذا العمل الوطني من خلال توفير الميزانية الملائمة لهذه المسؤولية الوطنية الجسيمة والخطيرة ... لان عمل هذه المؤسسة الوطنية " المديرية العامة للدراسات والمستندات " ليس عمل سهل ، وإنما هو عمل صعب ، وبطلب التضحية من أجل الوطن ومؤسساته الدستورية والقانونية  ...

 وقد اهتمت كل الدول بالمخابرات الخارجية واعطتها مكانة خاصة ومتميزة وذلك من أجل الدفاع عن مصالح الوطن الخارجية والداخلية ، وكذلك لمكافحة التجسس الأجنبي بكل أنواعه . " أن التعريف العلمي لأجهزة المخابرات يكمن في القراءة المتأنية لماهية الموضوعات التي تهتم بها أجهزة المخابرات. ولا مندوحة للمرء ، في هذا السياق، عن الإشارة إلى أربعة موضوعات رئيسية : 1 - جمع المعلومات عن الخصم ( عن القوى المنافسة ... ) 2- تأثير المستمر في مجريات الأمور. 3- حماية جهاز المخابرات الوطني من هجمات أجهزة المخابرات الأجنبية. 4- وأخيرا، وليس آخرا التسلل إلى أجهزة المخابرات المعادية. وإذا ما تمعن المرء في المجالات الثلاثة الرئيسية التالية : 1- الدفاع عن الوطن ضد أعداء الاجانب 2- تسوية النزاعات الداخلية، والصراعات المحلية ... عندئد يظهر للمرء بوضوح، وفي الحال أن نجاح السلطة في تنفيذ المهمات المكلفة بها يتوقف على توافر ما تحتاج إليه من المعلومات تخص كل واحد من هذه المجالات  ...فإننا لسنا في حاجة إلى تأكيد أن صانع القرار السياسي هو الطرف الذي يعطي الأوامر الخاصة بجمع معلومات معينة. وهكذا، نكون قد بينا مغزي ما يسمى بلغة رجال المخابرات  << الحلقة المخابراتية >> ..." (1) .

وقد أسيس المديرية جلالة الملك أمير المؤمنين الثاني رحمة الله عليه القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية هذه المؤسسة الوطنية بظهير شريف رقم 1.7.38 بتاريخ 7 ذي الحجة 1392 الموافق 12 يناير 1973 الذي " تحدث بواجبه مدير عامة للدراسات والمستندات "، وهو يحتوي على خمسة فصول وهي :

" الفصل الاول: تحدث مديرية عامة للدراسات والمستندات تلحق باللجنة العليا للدفاع الوطني ويعهد اليها بالمشاركة في المحافظة على أمن الدولة ومؤسساتها وتخضع لسلطة مدير عام. 

الفصل الثاني : تضم المديرية العامة للدراسات والمستندات بالإضافة إلى ديوان المدير العام إدارة مركزية هيآت تمثيلية في الخارج.

الفصل الثالث: تحدد إختصاصات الديوان ومختلف المصالح وكذلك قواعد تنظيمها على شكل مكاتب وأقسام وتركيب الهيآت التمثيلية في الخارج بمقرر يتخذه رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية. 

الفصل الرابع : يجدد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية أيضا النظام الأساسي للعاملين بالمديرية العامة للدراسات والمستندات. 

ويمكن نظرا لضرورة سير المصلحة ولطبيعتها الخاصة أن يتضمن النظام الأساسي المشار إليه أعلاه أحكاما مخالفة للنظام الأساسي العام للوظيفة العمومية للقوانين والأنظمة المطبقة على موظفي الدولة. 
الفصل الخامس : ينشر ظهيرنا الشريفة هذا المعتبر بمثابة قانون في الجريدة الرسمية." .

وكذلك قام جلالة الملك أمير المؤمنين الحسن الثاني رحمة الله عليه بتوفير مقر يليق بالمديرية العامة للدراسات والمستندات. كما عين جلالته الجنرال أحمد الدليمي رحمة الله عليه أول مدير عام لهذه المؤسسة الوطنية ، ثم عين ثاني مدير عام لهذه المؤسسة الوطنية الجنرال عبد الحق القادري رحمة الله عليه .

وقد تكلم جلالة الملك أمير المؤمنين الحسن الثاني رحمة الله عليه على المديرية العامة للدراسات والمستندات في كتابه " ذاكرة ملك " .
أيها السادت أيها السيدات : هذا جزء مشرف من التاريخ العسكري الملكي المغربي المعاصر الذي ارساه لفائدة الوطن ولمصلحة المغاربة جلالة الملك أمير المؤمنين الحسن الثاني رحمة الله عليه القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية. 
والتذكير فقد كان سيدنا محمد رسول الله صل الله عليه وسلم يبعث أشخاص من أجل معرفة أخبار أعداء الإسلام، وهنا يكون التجسس لفائدة الوطن جائز ، ولا تطبق هنا الآية القرآنية الكريمة:{ يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضهم بعضا ...} ، فالتجسس هنا الذي يكون بين الأشخاص لمعرفة أحوالهم ، فهو لا بجوز شرعا ، أما التجسس الذي تقوم به المؤسسات المختصة الوطنية فهو واجب وطني من أجل الدفاع وحماية الوطن والمواطنين والمواطنات من الأخطار التي تهددهم.

___________
1- " تاريخ المخابرات من الفراعنة حتى وكالة الأمن القومي الأمريكية " تأليف : وولفغانغ كرير. ترجمة عدنان عباس .
ويمكن كذلك الرجوع لبعض كتب سعيد الجزائري ، الذي تطرق للمخابرات الخارجية في بعض كتبه عن المخابرات. لتذكير كانت مكتبة في مدينة الدار البيضاء في وسط الثمانينيات حتى التسعينيات من القرن العشرين توفر هذه الكتب لزبائنها وبأثمنة مناسبة . فيما فيهم كتب الكاتب المتخصص في المخابرات سعيد الجزائري  ... وهناك العديد من هذه الكتب في هذا الموضوع وخصوصا عن وكالة الأمن القومي الأمريكية ASA .
Royaliste Fidel 

تعليقات