Bitcoin roulette

القائمة الرئيسية

الصفحات

 

   عيد العرش بالمغرب.. ما قصته و ثاربخه؟ 


عيد العرش بالمغرب.. ما قصته و ثاربخه؟


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم و على آله وصحبه أجمعين. 


هذه هي قصة عيد العرش العظيم بالمملكة المغربية الشريفة 


عام 1933 نشرت مجلة “المغرب” التي يديرها الجزائري محمد صالح ميسة، مقالا ذيله صاحبه بدعوة صريحة للسلطات الفرنسية للسماح للمغاربة بالاحتفال بـ(عيد العرش)، وكان المقال موقعا باسم “مغربي”.


 وجاء في المقال: تسعى الحكومة سعيا حثيثا في إضافة الأعياد والمواسم التي أهلها محرر هذا الظهير، نطلب منها أيضا بمناسبة هذا الموضوع أن تصدر قرارا باتخاذ يوم جلوس صاحب الجلالة على العرش المغربي عيدا وطنيا، هذه الدعوة تحدث عنها السياسي والصحفي المغربي الراحل، محمد حسن الوزاني، الذي كان أحد رموز الحركة الوطنية المغربية في كتابه “حياة وجهاد”.


وقال الوزاني “إن فكرة الاحتفال بذكرى تولية السلطان محمد بن يوسف خلفا لوالده السلطان المولى يوسف راجت لأول مرة بواسطة محمد صالح ميسة، وإليه يرجع التفكير في هذه المبادرة”.


وكان لأول احتفال بعيد العرش 18 نوفمبر 1933 طعم خاص لدى المغاربة، اختلطت فيه مرارة الخوف من بطش الاستعمار بطعم الانتصار عليه بإقامة عيد وطني بعدة مدن، أغلقت فيه المدارس والكتاتيب وأغلق العديد من التجار محلاتهم واجتمع الناس في الساحات، فيما تلقى الملك الراحل محمد الخامس برقيات التهاني.


ووصف المستشار الملكي الراحل، عبدالهادي بوطالب، هذا اليوم في مذكراته قائلا: “كان اليوم 18 نوفمبر من سنة 1933، وكان المكان الحديقة العمومية الكبرى المعروفة باسم جنان السبيل، على مقربة من باب أبي الجنود بفاس، لم يقِنا استظلالنا بأشجار الحديقة من الابتلال برشاش المطر المتهاطل”.


وأضاف: “لم أكن أعي في سن صباي وأنا أحضر هذا الاجتماع أنه كان المهرجان الوطني الشعبي الأول الذي تعقده الحركة الوطنية المغربية بالمدينة، للاحتفال بالذكرى السادسة لعيد جلوس السلطان محمد بن يوسف على العرش”.


عيد العرش بالمغرب.. ما قصته و ثاربخه؟


 ووصفت مجلة “المغرب” في عددها الصادر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1933 الاحتفالات ذاتها بمدينة فاس قائلة: “أغلقت سائر المدارس الإصلاحية وكذلك عطل القسم العالي بالقرويين ولولا تداخل مجلس الجامعة تداخلا غريبا لكانت الأقسام الابتدائية والثانوية تتقبل بكل ارتياح هذه العطلة الصغيرة احتفالا بالجلالة الشريفة”.


وفي مدينة الرباط، ظهر نادي قدماء تلامذة المدرسة اليوسفية بالرباط بأفخم مظهر نظاما ورياشا وطربا واقتبالا، ولقد كانت وفود أعيان الرباط وعيون شبابه وبعض رجال الدولة الفرنسية الفخيمة يتواردون إليه ومنه إلى جاره ونظيره نادي الكشافة والرياضة حيث يتناولون ما لذ وحلا من جامد سائل”


وكان الاحتفال بأول عيد عرش في مدينة سلا “فوق كل ما كانت اللجنة تظنه قد يكون”، حسب وصف لمجلة “المغرب”، و”أعانتها السلطة المحلية بكل ما في وسعها، فنودي بالعيد في الأسواق وزينت المدينة بالأعلام المغربية ولم تطلع شمس 18 نوفمبر حتى كانت المدينة تلبس حلة العيد، فالإدارات المغربية والمحاكم الأهلية مغلقة والمدارس معطلة والدكاكين والمخازن كلها محلاة بالألوان المغربية الأحمر والأخضر..”.


وفى يوم 18 نوفمبر بدت القيسارية (السمارين) في حلة زاهية فاحضروا أولا الكسكس لإطعام الفقراء والمساكين الذين كانوا محتشدين أمام القيسارية فأطعموا العدد الكبير منهم والطوائف من المعوزين داخلة خارجة، والألسن الناطقة فليحي ملكنا المفدى”.


وفي عام 1934، أصبح الاحتفال بعيد العرش له صبغة رسمية، إذ اعترفت به سلطات الاستعمار على مضض، وذلك عبر قرار وزاري أصدره الصدر الأعظم (أعلى منصب تحت السلطان) محمد المقري في أكتوبر من السنة ذاتها، بعد أن أشر عليه المقيم العام الفرنسي هنري بونسوت.


القرار الذي صدر بالجريدة الرسمية، ضم عدة بنود أبرزها أن يقوم باشا كل مدينة بتنظيم الأفراح والحفلات وتزيين المدن، وأن يوزع اللباس والطعام على نزلاء الجمعيات الخيرية، وجاء في القرار أيضا أن يكون عيد العرش يوم عطلة.

تعليقات