حفل البيعة و الولاء بالمغرب : العهد المقدس

حفل البيعة و الولاء بالمغرب : العهد المقدس 

" حفل الولاء " أو " حفل البيعة " الناس يختارون بين الإسمين ؛ ذلك أن الولاء دائم والبيعة دائمة ؛ فهما رمزان لانصهار العرش بالشعب ؛ في ملحمة واحدة ؛ إيقاعها واحد ؛ ووقع خطواتها واحد ؛ وتطلعاتها المستقبلية واحدة . . . 

والبيعة قديمة قدم التاريخ المغربي ؛ مكتوبة ومحفوظة ومقدسة . . . إنها الرباط السرمدي الذي جعل من المغرب ؛ دولة مستمرة وذات حضارة منتجة وقوة مسترسلة . . . هي أمانة في عنق الملك يرعاها ؛ ومسؤولية على عاتقه يتحملها . . . وهي عهد شعبي تحتضنه الجماهير ؛ وتجعل منه شعلة تحملها ؛ وطريقا تسلكه . . . 

البيعة كذلك ( عقد سياسي ) من نوع فريد ؛ أعطاه المغاربة بعدا وطنيا . إنه ( الإجماع السياسي ) في المفهوم الحديث للكلمة ؛ تعكسه البيعة وتنعقد به . . . والبيعة في المغرب وثيقة مكتوبة تحدد فيها ركائز العقد ؛ وقد تتضمن شروطا يلتزم بها الطرفان لضمان قيام كل منهما بواجبه على أحسن الظروف . . . 

البيعة إذن في المفهوم المغربي وبغض النظر عن مفهومها الأكاديمي الإسلامي خلقت مدرسة فكرية جديدة جعلت من هذا العقد ليس فقط عقدا سياسيا جافا ؛ بل ميثاقا روحيا وأخلاقيا ودينيا ووطنيا ؛ وبالتالي أصبح العقد - البيعة - بالإضافة إلى مكوناته الأساسية رابطة وطريقة سلوك ومنهج عمل . . . 

هكذا تبدو البيعة في المفهوم الوطني المغربي ؛ ذات دلالات خاصة ومتميزة ؛ تغذيها الروح العائلية التي تؤلف بين الملك وشعبه ؛ حيث أن القرون صهرت هذه العلاقات وألفت بينها وحولتها إلى رباط مقدس . . . وحين تنحني جماهير شعبنا ولاء لأمير المؤمنين ؛ فإنها بذلك تحافظ على قدسية الروابط وشفافية روحها ومتانة دعائمها .