Bitcoin roulette

القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ مجموعة إزنزارن، منذ التاسيس و الاستمرار في الإبداع....


تاريخ مجموعة إزنزارن، منذ التاسيس و الاستمرار في الإبداع.... 

تاريخ مجموعة إزنزارن، منذ التاسيس و الاستمرار في الإبداع....


يعتبر ظهور مجموعة إزنزارن بداية لتأسيس اول مدرسة غنائية امازيغية مغربية ... وأطلق عليها اسم مدرسة تازنزارت نسبة إلى اسمها " إزنزارن ". وقد ظهرت هذه المجموعة في الاول بإسم "المجاديل"، يعني كل ما يعلق في الحزام و في الثياب وقد سجلت هذه المجموعة أغنية في إذاعة أكادير سنة 1975م، إلا أن أفرادها عدلوا عن هذا الاسم ليختاروا اسم " إزنزارن "، وهو واحد من بين الاسماء الثلاثة المقترحة و هي " المجاديل ، إمنارن ، إزنزارن ".


وتأسست الفرقة بمبادرة من عبد الهادي إكوت وعزيز الشامخ و الحسن بوفرتل ومولاي إبراهيم والشاطر، وثلة من الشباب صهرهم مناخ الستينات المتأجج بالتوتر الاجتماعي، وأرق السؤال وانسداد الأفق، لذلك كانت «إزنزارن» في حقيقتها الجوهرية استمرارا لمسار كبار شعراء الأمازيغية أمثال حمو والطالب والحاج بلعيد والدمسيري وجانطي وغيرهم.

تاريخ مجموعة إزنزارن، منذ التاسيس و الاستمرار في الإبداع....

واستمدت تجربة ازنزارن وجودها من التراث الأمازيغي، واختارت أن تكون صوتا للمجتمع تتفاعل معه في تلقائية تامة، لذلك تفوقت وعاشت في وجدان الناس. وكانت أول أغنية اشتهرت بها «إزنزارن» هي مقطوعة «إمي حنا» ، التي تعتبر من روائع الشعر الغنائي الأمازيغي، جمعت بين المضمون الإنساني والبعد الوجداني، في صياغة شعرية سهلة، وهي ترجمة لانشداد الإنسان الأمازيغي إلى الأم أي الأصل، إضافة لكونها رمزا لحقبة من التاريخ الأمازيغي المغربي، بداية عاطفية، وانطلاقة من الأصل.


لاختيار اسم إزنزارن ما يبرره لدى المجموعة فهذا الاسم يعني الأشعة (جمع شعاع) و التي ستكون بمثابة اضواء كاشفة على التراث الفني .



لقد كان انفصال المجموعة عن " الشامخ " سنة 1975 نقطة تحول في نهجها الفني كمتنفس رحب للطاقات الابداعية الملتزمة و الموهوبة . فالسبب في هذا الانفصال هو انقسام المجموعة إلى قسمين : قسم يرى أن ظهورها يجب أن يشكل تغييرا حقيقيا ليس على مستوى الشكل فقط بل على مستوى المضمون ، و ذلك بعدم تكرار المواضيع العاطفية و أغاني الحب، بل استغلال الفرصة المتاحة لخدمة أهداف معينة مرتبطة بالواقع المعيش. بينما يرى الاتجاه الاخر أن الهدف من الغناء هو الترفيه و التنشيط، و لا يمكن فصله عن العواطف و الحب و هذا هو اتجاه " الشامخ " الذي انفصل عن " عبد الهادي " و كون مجموعة تحمل نفس الاسم، مما جعلنا امام مجموعتين من " ازنزارن "، إحداهما لا تخرج عن المواضيع المتداولة والرائجة بكثرة في الساحة الفنية، وهي مجموعة الشامخ، و الأخرى التي انفصل عنها هذا الاخير، و التي كانت تتكون من " مولاي ابراهيم " " عبد الهادي " " عبد الله أو بلعيد" و " بوفرتل " و هي التي تعارض اتجاه الشامخ و ترى أن خلق واقع فني جديد لا يجب أن يقتصر على الشكل فقط بل يجب أن يتعداه ليشمل المضمون ايضا، ومنذ الثمانينات نجد فكرة لدى " ازنزارن "، و مشروعا وضعوه نصب أعينهم، وهدفا يسعون إلى تحقيقه، ألا و هو الأغنية الملتزمة و هذا ما نستشفه بوضوح من خلال شريطي (1981–1984) اللذان يبرزان الوجه الحقيقي للمجموعة.

تاريخ مجموعة إزنزارن، منذ التاسيس و الاستمرار في الإبداع....


فإيمانا منها بالرسالة التي أبت على نفسها إلا أن توصلها، لتتشبث المجموعة بأفكارها الثورية، و هي بمثابة مبادئ تعتبر سرا في استمرارها و من أهمها :


*ليست العبرة بالانتاج الغزير بل العبرة في ما هية وجودة هذا الانتاج .


*لا تعتقد المجموعة أن مكان عملها هو الحفلات والأعراس فذلك يتناقض و مبادئها بل يكتفي بالقيام كل سنة بجولة في المدن المغربية الكبرى .


*تؤكد المجموعة أن التعامل مع التراث لا يمكن أن يتم عبر إعادة إنتاج ما سبق لقدماء الروايس أن انتجوه ، فهي تعارض بشدة المجموعات التي تعيد ما سبق أن تغنى به اللحاج بلعيد.


وقد لا يختلف اثنان أن هذه المجموعة، وما قامت به من تطوير و تجديد للأغنية الأمازيغية، تعتبر عن جدارة و استحقاق رائدة للاغنية و الشعر المعاصر. فقد آمنت منذ الوهلة الأولى بأن مهمة الشعر لا تكمن في الترفيه و التسلية بقدر ما يفرض كيانه كرسالة و خطاب بلاغي ومسؤولية وأمانة في عنق الفنان، عليه تحملها و تأديتها على أحسن وجه.


و الواقع أن المجموعة لم تتراجع قط عن قناعتها و مبادئها بل زادها مرور الايام صلابة و حنكة و تجربة، فتعالت بذلك عن قيم الوضاعة و الانحطاط من خلال التحامها بالقضايا الجوهرية للانسان و تجسيدها لمعاناته، فمجرد استقرائنا لبعض أشعار المجموعة يتضح لنا مدى التزامها. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالربرتوار الغنائي الذي خلفته هذه المجموعة الحية/الميتة (ميتة من ناحية المواكبة الإعلامية لها، وحية من ناحية أدائها وجمهورها ومحبيها)، دفع ثلة من الباحثين إلى البحث والنبش في تاريخ هذه المجموعة ومسارها وتطوراتها.... غير أن الأهم من هذا وذاك هو ماذا قدمنا كدولة وكجمعيات مجتمع مدني وكفعاليات غيورة على الفن وعلى الفنانين لهذه المجموعة ولأفرادها، هذه الأخيرة التي غنت للأمازيغي والمغربي بل للإنسان عامة حاملة همومه متحدثة باسمه في روائع (إمي حنا، تخيرا، طبلا، تيدوكلا، تكنداوت، ...) يستحيل أن تنسى، قائلة كلاما أكبر من سنها في عصر فضل فيه الجميع إلتزام الصمت.


مجموعة تضم الأسطورة محمد الحنفي، وعمالقة في الإيقاع بدءا بإيكوت عبد الهادي في البانجو، مرورا بالأخوين محمد وعبد العزيز الشامخ، وصولا إلى لحسن بوفرتل، دون أن ننسى مصطفى الشاطر ومولاي إبراهيم... واكتسبت هذه الفرقة شهرة كبيرة، وقد وجد المجتمع الأمازيغي في مضامين وطرق أداء الفرقة الشعرية انعكاساً صادقاً لما يعانيه ويكابده من آلام وهموم.


حقيقة الأمر أن أصحاب الضمائر الحية والمهتمين، يجب عليهم أن يلتفتوا التفاتة بسيطة إلى أفراد هذه المجموعة لرد القليل من الاعتبار لمن جعلوا شعارهم 


 و خيرا و في الحقيقة مجموعة إزنزارن فرقة رائعة وهي تعتبر من أعرق الفرق في ميدان الموسيقى الأمازيغية المغربية كما تصنف أيضا الأنجح من حيث إقبال الجماهير . فهذه المجموعة حملت مشعل الأمازيغية في زمن قل فيه رجالها , صارعت من أجل ترسيخ قيمها الفنية والإجتماعية والثقافية . حيث نجد أن في مجمل أغانيها تناضل وتصارع من أجل ارساء هذه القيم الإنسانية النبيلة, ونتيجة لذلك مازلنا نرى أن الحضور الجماهيري مازال يتكاثر يوما بعد يوم كما أنها تحضى بإحترام الجميع سواءً داخل الميدان الفني أو خارجه .

نتمنى لها مسيرة موفقة والمزيد المزيد من التألق... 





تعليقات

محتويات الموضوع