Bitcoin roulette

القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ مدينة مراكش نتكلم عن تاريخ مدينة مراكش


تاريخ مدينة مراكش
 جنان الصالحة
من يتذكر، منا، هذه القصيدة الشعبية المغربية القديمة، التي عمرت قرونا، والتي بقينا جميعا (ولا نزال) نردد مطلعها الشهير:

                 آجرادة مالحة
            فين كنتي سارحة؟
              في جنان الصالحة؟
          آش كليتي؟ آش شربتي؟ 
         غير التفاح وغير النفاح!!
      هز يديك يا القاضي يا بن مفتاح
*دون أن نقف كثيرا للبحث عن جنان الصالحة هذا، بل وعن الصالحة تلك نفسها ومن تكون؟

._______صفحة مراكش التاريخية______
لكن من يعرف مدينة مراكش جيدا وتاريخها العريق والتليد، سيعرف أكيد أن جنان الصالحة هو الاسم الشعبي القديم لحدائق أكدال الشهيرة، التي تعتبر أقدم حديقة حية في العالم، بقيت فيها مغروسات حية مثمرة، بشكل متواصل، منذ أنشأها الموحدون في القرن 12.أي أنها حدائق عمرت منذ 9 قرون كاملة، ولا تزال بهية، نظرة، 

الحقيقة، إنه إذا كان هناك اختلاف وتوزع وتباين، حول من تكون ;الصالحة التي اقترن اسمها شعبيا في الذاكرة المغربية، بتلك الحدائق الشاسعة، الرائقة، بأشجارها المثمرة المتنوعة، وبشبكة مياهها الغاية في الدقة والإبداعية، ترجمانا على علو كعب المغاربة في ابتكار هندسة متطورة للمياه والسقي وفنون البستنة.. أقول، إذا كان هناك اختلاف حول شخصية ;الصالحة حيث ينسبها البعض إلى زوجة أول خليفة موحدي عبد المومن بن علي الكومي (المهدي بن تومرت لم يبايع قط كأمير للمؤمنين)، والدة ثاني الخلفاء الموحدين، 

وأعظمهم، أبو يعقوب يوسف، الذي يعود إليه فضل إنشاء تلك الحديقة الشاسعة الغناء، وشقيقتها حدائق المنارة الأشهر. مثلما ينسبها البعض إلى السعدية الوزكيثية، الأمازيغية الشهيرة من جبل سيروا، والدة المنصور الذهبي السعدي، دفينة قبور السعديين بمراكش. فيما ينسبها البعض إلى ;صالحة أخرى (غير مؤكدة) ذات صلة بأقوى الملوك العلويين مولاي إسماعيل. فإذا كان هناك، إذن، اختلاف حول شخصية ;الصالحة;، فإن ما لا خلاف حوله، هو تاريخ إنشاء ;حدائق أكدال

كل المصادر التاريخية، تجمع على أن مؤسس حدائق أكدال، هو الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف بن عبد المومن بن علي الكومي. الذي يعتبر فعليا، أعظم خلفاء الموحدين، ليس فقط لأنه هو من بنى مسجد الكتبية بمراكش ومسجد حسان بالرباط ومسجد الخيرالدا بإشبيلية بالأندلس (الجامع الكبير)، بل لأنه كان صاحب رؤية تنموية إستراتيجية، كانت جد متقدمة عالميا في زمنه. هو الذي ولد في أعالي الأطلس الكبير، في طريق آسني، ببلدة تنمل التاريخية، مركز الموحدين البكر الأول، سنة 1139، وأن أمه أمازيغية مصمودية، التي عرفت باسم الصالحة (توفي سنة 1184 وحكم 21 سنة). وإليه يعود كل التنظيم المائي لمراكش وإشبيلية، مثلما أنه قد كان صاحب رؤية تدبيرية ذكية، في ما يرتبط بمواجهة أسباب الجفاف، وخلق أسباب الإحتياط الغدائي في ذلك الزمن البعيد للحضارة المغربية. بدليل أنه مهندس حدائق أكدال (جنان الصالحة) وكذا حدائق المنارة بعاصمة الموحدين. حيث جعل منها فضاء فلاحيا منظما بدقة لتوفير الزيتون والبرتقال والرمان والمشمش وما لا حصر من أنواع المغروسات، وأيضا زراعة الشعير والخرطال والقمح.

#جنان_الصالحة
#حمزة_مقبول

المراجع
1 حسن جلاب معجم العراصي
2 الذاكرة الشفوية 

تعليقات

محتويات الموضوع