٠
تحت القيادة الملكية الرشيدة..الدبلوماسية المغربية تحاصر دعاة الانفصال
عرفت قضية الصحراء النغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس تطورا ملحوظا، على عدة مستويات، أبرزها تحريك الآلة الدبلوماسية المغربية وعصرنتها مع متطلبات السياسة الدولية والسياقات العالمية، وكذا تقديم مقترحات عملية للخروج بحل واقعي يرضي جميع الأطراف دون التنازل عن السيادة الوطنية، وقطع الطريق أمام الطامعين في وضع أقدامهم على الأراضي الجنوبية، وذلك من خلال مقترح الحكم الذاتي الذي حظي بإجماع المجتمع الدولي، والذي اعتبرته العديد من الدول بالحل الواقعي، ويضرب في العمق جل مناورات أعداء الوحدة الوطنية.
ويتجلى حرص جلالة الملك
على إعطاء عناية خاصة للقضية الوطنية الأولى، في العديد من خطابات جلالته خلال أبرز المناسبات الرسمية، حيث لا يخلو خطاب ملكي من إشارة إلى هذا الملف، حيث عبر جلالة الملك بحزم في أزيد من مناسبة عن قضية الانتماء للوطن، والكيل بمكيالين التي يتقنها بعض دعاة الانفصال، مؤكدا في خطابه الشهير سنة 2009 بمناسبة الذكرى الـ34 للمسيرة الخضراء، على أن "وقت ازدواجية المواقف قد انتهى فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي".وعرفت الآلة الدبلوماسية للمملكة تقدما ملحوظا منذ اعتلاء الملك عرش أسلافه، حيث كللت بنجاح ساحق، حاصر دعاة الانفصال ومحتضنيهم خاصة صنيعتهم الجزائر التي خصصت ملايير الدولارات من مال الشعب الجزائري خدمة لهذه القضية، التي تحظى بإجماع مكونات الشعب المغربي، كما نجحت دبلوماسية المملكة كذلك في تقليص عدد الدول المعترفة بالكيان الوهمي بشكل ملفت للانتباه خاصة خلال السنوات الأخيرة، واقتحمت قلاعا كانت تعتبر إلى حدود الأمس القريب من أكبر الداعمين لهذا الكيان، ويتعلق الأمر بدول أمريكا اللاتينية، التي سحبت العديد منها اعترافها به، واحدة تلو الأخرى في مدة وجيزة.
وظل جلالة الملك محمد السادس، خلال هذه المدة، وفيا لروح سياسات والده الحسن الثاني وجده محمد الخامس طيب الله ثراهما باستمرار سياسة تحرير التراب الوطني وتعزيز استقلالية القرار السيادي للمملكة. وهو ما انعكس على تدبير سياسة تنموية وظفت لتحقيق ورش استكمال الوحدة الترابية.
ولا أدل على ذلك الأوراش المهيكلة التي أعلن عنها جلالته
خلال الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء بمدينة العيون، حيث تم الإعلان عن مشاريع من شأنها تغيير الصحراء المغربية، ليس فقط على المستوى الوطني ولكن لتكون رائدة على المستوى الإقليمي...إن استمرار قضية الصحراء أولوية استراتيجية خلال فترة حكم جلالة الملك محمد السادس، هي استمرار لعقيدة سياسية راسخة في استكمال مشروع الوحدة الترابية للمملكة. ولقد عكست رؤية جلالة الملك محمد السادس هذا النهج من خلال التوجهات السياسية الخارجية المغربية ومن خلال المشاريع التنموية التي تم الإعلان عنها في الصحراء المغربية وبالقرب من الثغرين المحتلين في الشمال سبتة ومليلية...
كما أن العديد من المشاريع من شأنها تكريس نهج الانفتاح السياسي والاقتصادي الذي دشنه جلالة الملك محمد السادس نحو إفريقيا، وبذلك ستصبح العيون والداخلة ممرات رئيسة في التجارة الإفريقية-الإفريقية والإفريقية- الأوروبية رهان ينسجم مع الاستراتيجية الملكية تعاون جنوب – جنوب.
ويبدو أن رهان استكمال الوحدة الترابية يبقى عنصرا محوريا في كل الخطب الملكية ولاسيما في خطابي العرش والمسيرة الخضراء. وكثيرا ما قطعت الشك باليقين فيما يخص مبدا اللا تفاوض حول قداسة الوحدة الترابية وعلى رأسها الصحراء المغربية.
