Bitcoin roulette

القائمة الرئيسية

الصفحات

قربلة بالمخابرات الجزائرية للوصول للجاسوس الذي سرب خبر تواجد المدعو غالي باسبانيا باسم مستعار


قربلة بالمخابرات الجزائرية للوصول للجاسوس الذي سرب خبر تواجد المدعو غالي باسبانيا باسم مستعار


قربلة بالمخابرات الجزائرية للوصول للجاسوس الذي سرب خبر تواجد المدعو غالي باسبانيا باسم مستعار


كان يوم 22 أبريل الماضي، تاريخا فاصلا لـ”المديرية العامة للوثائق والأمن الخارجي” للجزائر. زوال يوم الخميس الذي وافق هذا التاريخ، عاشت أورقة DGSE التي يوجد مقرها ضواحي العاصمة الجزائر “زلزالا حقيقيا”، لم تشهده منذ تأسيسها إبّان ثورة التحرير على يد عبد الحفيظ بوصوف أواسط القرن الماضي.


في هذا التاريخ، نشرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، خبرا بعنوان مختزل: “إبراهيم غالي يدخل مستشفى إسباني في حالة حرجة”. وفصّلت المجلة الفرنسية في خبرها مُعطيات دقيقة عن دخول زعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا بطريقة “سرية”، حيث وصل إلى مطار سرقسطة، بتاريخ، 21 أبريل قبل أن يُنقَل عبر سيارة إسعاف مجهزة إلى مستشفى “لوغرونيو”، شمال البلاد التي دخلها بجواز سفر جزائري يحمل إسما مستعارا هو محمد بن بطوش.


كان لتسريب المخابرات المغربية حزمة من المعطيات لمجلة “جون أفريك” الفرنسية حول طريقة دخول إبراهيم غالي إلى إسبانيا “صدمة مبهرة” لمخابرات هذا البلد، و”نكسة كبيرة” للمخابرات الجزائرية التي فشلت في “تهريب” غالي إلى إسبانيا دون تسريب معطياته الشخصية، وطريقة وصوله إلى مستشفى “لوغرونيو” عبر مطار سرقسطة، وتفاصيل أخرى وعد السفير المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد يزوغ، بكشفها، لاحقا.


وخلال ساعات من تسريب الخبر للمجلة الفرنسية، كان اللواء نور الدين مقري، المدير العام للوثائق والأمن الخارجي، (المخابرات الخارجية) أمام فوهة بركان قائد الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، الذي أمره على الفور بإجراء تحقيق شامل داخل جهاز المخابرات الخارجية، لمعرفة “الجاسوس” الذي سرّب خطة نقل إبراهيم غالي من مستشفى “عين النعجة” العسكري، ببلدية “القبّة” في العاصمة الجزائري، إلى إسبانيا، عبر مطار سرقسطة، ثم إلى مستشفى “لوغرونيو”، بجواز سفر جزائري، وهوية مزورة.


ومع اشتداد الضغط على إسبانيا من طرف الجانب المغربي في “قضية غالي”، كانت مدريد بدورها تضغط على الجزائر لمعرفة من “سرّب” معلومات تزوير هوية زعيم الجبهة الانفصالية إلى المخابرات المغربية، ووضع حكومة بيدرو سانشيز في موقف “مُحرج جدا” أمام الاتحاد الأوروبي.


وحسب معطيات حصل عليها موقع “الصحيفة” من مصادر متطابقة، فإن هذه الفشل الاستخباراتي “المريع”عجّل بفتح تحقيق واسع داخل المخابرات الخارجية الجزائرية، شمل أهم ضباط هذا الجهاز، حيث بدأ الاستماع إلى أهم المعنيين بالعمليات الخارجية واحدا تلو الآخر بتاريخ 23 أبريل الماضي، أي بعد يوم واحد من تسريب الخبر لمجلة “جون أفريك” الفرنسية، واستيعاب “صدمة” هذا الفشل الاستخباراتي الكبير.


بعدها بـ 48 ساعة، تم تضييق دائرة الموثوقين داخل أهم جهاز استخباراتي جزائري، وبدأ تبادل المعلومات ضمن دائرة ضيقة جدا “خوفا من تسريبها”، حيث كان هناك تنسيق مباشر مع رئيس الأركان سعيد شنقريحة الذي ظل طوال الأسبوع الذي تلى “هذا الفشل الاستخباراتي” متوترا وغاضبا في جميع اتصالاته مع اللواء نور الدين مقري، المدير العام للوثائق والأمن الخارجي.


ولم يشمل البحث والتحري ضباط المخابرات الخارجية، فقط، بل شمل أيضا، الدائرة المحيطة بالرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وبعض الوزراء الذين كانوا على اطلاع ببعض تفاصيل نقل زعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا، من بينهم عمار بلحيمر، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، الذي سبق أن تورط في الكثير من القضايا واعتبر “صيدا سهلا” لكشف “معلومات حساسة” لطرف خارجي.


وحسب المعطيات، فقد تمت مراجعة جميع اتصالات ولقاءات عمار بلحيمر طيلة الثلاثة أشهر الماضية، كما تم استجوابه في “قضية تسريب معطيات غالي” إلى طرف خارجي، خصوصا وأن وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، سبق وأن تورط في فضيحة تخص علاقة غرامية مع سيدة تدعى “هند”، وهي زوجة سابقة للقنصل العام التركي في العاصمة الجزائر، حسب ما نشره موقع maghreb-intelligence المقرب من الاستخبارات الفرنسية.


ووفق ذات المصدر، فإن بلحيمر كانت له علاقة “غرامية” مع طليقة القنصل العام التركي في الجزائر، حيث كشفت المعطيات التي نشرها الموقع الفرنسي، أن الأخيرة تعتبر نشيطة في حزب الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، ومُقربة من “جهاز المخابرات التركية”، ودورها كان يهدف إلى توسيع نفوذ اللوبي التركي في الجزائر، ولهذا الغرض، كانت طليقة القنصل العام التركي، تضع عمار بلحيمر، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، ضمن دائرتة “أهدافها” الضيقة لتحقيق هذا المبتغى.


نفس المصدر أشارإلى أنّ هند، ومن أجل تحقيق هدفها، ربطت علاقة غرامية مع الوزير الجزائري، مما مكنها من جمع الكثير من المعطيات الحساسة التي سربها لها بلحيمر في جلسات خاصة تضمنت “كل المعلومات المفصلة التي يُتَداوَل بشأنها في قصر المرادية”، خصوصا وأن الأخير يحضى بكثير من الثقة من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.


لهذا، قام ضباط الاستخبارات بالتحقيق مع بلحيمر كما حققوا مع غيره في قضية تسريب “معطيات غالي” وكشفها من طرف المخابرات المغربية، قبل أن تنشرها مجلة “جون أفريك” الفرنسية، وتصبح فضيحة مدوية في الجزائر كما في إسبانيا.


وتسود حالة من الفوضى داخل جهار الاستخبارات الخارجية الجزائري، بعد الفشل في عملية “تهريب” زعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا “سرا” وسرعة كشفه من طرف المخابرات المغربية، وهو ما يجعل رئيس الجهاز اللواء نور الدين مقري تحت طائلة الإقالة، مع العلم أنه عُيّن شهر يناير الفائت فقط، خلفا لسلفه يوسف بوزيت الذي أقاله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعد سبعة أشهر فقط من تعيينه، وذلك لوجود “خرق أمني” نتج عنه، سوء تعامل قيادة الجهاز مع برقية أمنية بعثها مكتب الجهاز من باريس، حول سفينة إنقاذ تم توريدها لصالح قوات خفر السواحل الجزائرية من مدينة لوهافر الفرنسية، يعتقد أنها كانت تحمل بعض الأسلحة الخفيفة.


كما أنه فشل بشكل ذريع في تدبير ملفات حساسة، أبرزها وأخطرها الأوضاع في ليبيا المجاورة، وتداعياتها على الأمن الجزائري، وعدم تجميعه معطيات كافية تخص ما بات يسمى بـ “ملف الكركارات” الذي كان بمثابة “الهدية” للمغرب الذي طرد عناصر الجبهة من المعبر الحدودي، وألغى المنطقة العازلة، وطوقها بحزام أمني عسكري، ليصبح التدبير الاستخباراتي للملف “كارثة” عجلت بإغضاب رئيس الأركان سعيد شنقريحة، الذي منح الضوء الأخضر للرئيس عبد المجيد تبون لإقالته.


يأتي ذلك، مع العلم أن يوسف بوزيت، الذي أقيل وعُيّن مكانه اللواء نور الدين مقري، كان بدوره قد تم تعييينه من طرف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون شهر أبريل من السنة الماضي (2020) خلفا للعقيد كمال الدين الرميلي، الذي تمت إقالته لاعتبارات تخص “الولاء” داخل جهاز استخباراتي يقبض على ملفات حساسة لجميع رجالات الدولة، ويعتبر ذراع قوي للنظام الجزائري الذي يديره جنرالات الجيش بقيادة سعيد شنقريحة.


ومع كل هذه الفوضى التي تعيشها المخابرات الخارجية الجزائرية، والتحقيقات التي فتحت في هذا الباب لاكتشاف مدى اختراقها من الداخل، خرج السفير المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد يزوغ، في تصريح رسمي، ليؤكد بالقول: “لا تتفاجؤوا. فكما تعلمون، تعد الأجهزة المغربية من بين الأكثر كفاءة”، مبرزا أنه سيتم الكشف عن المزيد من المعطيات في الوقت المناسب.



 

مضيفا أنه إن فتح تحقيق “قد يكشف عن العديد من المفاجآت، لا سيما تواطؤ وتدخل أربعة جنرالات من بلد مغاربي”. في إشارة للجزائر، وهو ما يؤشر إلى استعداد الرباط للكشف عن مزيد من المعلومات الاستخباراتية الحساسة في “ملف غالي” إن لم يتم التعامل مع مطالب المغرب بمحاكمته زعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا، وقد يفضي كشف أي معلومات جديدة إلى تعرية إضافية للفوضي التي تعيشها المخابرات الجزائرية التي مازالت تبحث “عن الجاسوس المغربي” بداخل جهازها!


الصحيفة


تعليقات